قُلوبٌ تَعشق وعقولٌ تُقتل
بقلم : ياسمين محمد
31/7/2008
لم تعرف بأنها ستصبح كذلك ( من كان ليعرف أو ربما عرفت ؟ ) !
ألحّت عليها قبل أن تخرج :أراضية عني ياأمي ؟!
تحاول الأم منعها من الخروج .. لا تذهبي ألاترين مايحدث هنا؟! ..كل شيء هنا ينتهي بغمضة تفجير غادرة .
هي :أمي ..الله الحافظ .. وكما أنني لا أستطيع أن أحبس نفسي بالمنزل أنتظر الرزق ..إن كنا سنعيش فلنعش بكرامة .
الأم : الخارج موت محتم .. نستطيع أن نعيش على مايقدم لنا من المساعدات ولكني لا أستطيع العيش بدونك أنت روحي ..
قاطعتها قائلة : أمي ..يا أمي الحنونة أرجوك لاتقلقي ..المكان ليس بعيدا ..كما أنني سأقرأ القرآن طوال الوقت ..أنت فقط إدعي لي ..
الأم ترفع يدها وتدعوا : الله يرضى عنك يابنتي ..الله يجعل بكل خطوة لك سلامة.. ويفتح لك أبواب رحمته .
هي : لا أريد أن أتأخر ..في أول يوم عمل ..
وقبلت جبين أمها ويديها ..مودعة ..
بين الطرقات المتربة ..تهيج رياح عاصفية بحرارة الشمس اللاهبة .. تثير حولها غبار ملوث كانت سارحة تفكر حائرة أهي فعلا سعيدة ؟! ..فأخيرا حصلت على الوظيفة .. تفكر متذكرة كلام والدتها الخائفة حسنا إن لم أمت من التفجيرات فسأموت من الجوع .. هكذا أصبح حالنا للأسف إننا نحمل في عقولنا وأرضنا كنز يهدر ..يسرق ..وببساطة يذهب إلى لصوص الوطن..
تسير على أقدامها بصعوبة فالطريق أصبح غير مسفلتٍ بعد أن طحنته الدبابات جيئة وذهابا .. من كان يظن أنني سأفرح للعمل هناك .. وأنا التي كانت متعتها في في المختبرات .. ولها إنتصارات مع الإكتشاف والإختراع ... كل شيء ضاع ..وسُرقت معها الأحلام عندما ضاع الوطن .. كانت تغوص في حديث مع النفس .. ودمعة محبوسة تريد الفرار من جفنيها .. قالوا لي :إرحلي من الوطن ..وستعيشين ملكة .. في قصر كبير ..ستكونين عندنا أغلى من الذهب .. وسيكون لك مخبرك الخاص .. و جواز سفر تطيرين به في كل العالم .. إغراءات ..إغراءات ..ولكن كيف لقلب عاشق .. ومعشوقه الوطن .. أن يرحل ؟!!
تنظر حولها ..لا أطفال يلعبون ..لا بشر في الشوارع ..أين هم ؟! .. تجيب نفسها وألم يكسر الأضلاع يخترق قلبها : من يريد أن يخرج ليفاجأ بوجه أبيض كالموت وعينين زرقاوين باردتين كالصقيع .. من يريد أن يرى تلك الأقدام الوسخة تطأ أرضهم .. تسرق أرواحهم ..تحصدهم حصدا بلا رحمة .. متى ياوطن سينظف أرضك من قذارتهم .. ؟! ومتى سنكتب أنهم كانوا هنا يوما .. فابتلعهم الأرض وصار مقبرة تتقيأهم؟!! ..
تغمض عينيها تحاول منع فرار الدمع بتنهيدة ألم مغروس في صدرها منذ سنوات ..وتبدأ في قراءة آيات من القرآن الكريم
في تلك اللحظة إخترق أذنها صوت والدتها ..تبكي بحرقة : قلت لك ..لا تذهبي .. ياالله .. ياحببيتي ..أترحلين ..أترحلين ببساطة وتتركين والدتك وحيدة ..في هذا الظلام ..؟!!
في مكان آخر ..
أصوات غريبة بلغة غريبة ..
الصوت الأول :ها ..هل ؟
الصوت الثاني : نعم لا تقلق .. رميناها حيث هذه العقول تستحق ..لانريدهم أن يعيشوا ..ولا نريد لهذا البلد أن يكون له هكذا عقول ...
الصوت الأول : الخطأ خطأها قلت لها ..سيكون لك العالم كله .. ولكنها أصرت على الرفض الأحمق .. للأسف خسارتنا الوحيدة أن عقلا كهذا العقل لم نستفد منه .. لا بأس هناك غيرها كثيرون في هذا الأرض .. بمجرد أن نراهم يلمعون كالذهب .. سنحصل عليهم أو سنحصدهم حصدا ..
وبدأ بالضحك ..وشاركوه هم الضحك ..
بقلم : ياسمين محمد
31/7/2008
لم تعرف بأنها ستصبح كذلك ( من كان ليعرف أو ربما عرفت ؟ ) !
ألحّت عليها قبل أن تخرج :أراضية عني ياأمي ؟!
تحاول الأم منعها من الخروج .. لا تذهبي ألاترين مايحدث هنا؟! ..كل شيء هنا ينتهي بغمضة تفجير غادرة .
هي :أمي ..الله الحافظ .. وكما أنني لا أستطيع أن أحبس نفسي بالمنزل أنتظر الرزق ..إن كنا سنعيش فلنعش بكرامة .
الأم : الخارج موت محتم .. نستطيع أن نعيش على مايقدم لنا من المساعدات ولكني لا أستطيع العيش بدونك أنت روحي ..
قاطعتها قائلة : أمي ..يا أمي الحنونة أرجوك لاتقلقي ..المكان ليس بعيدا ..كما أنني سأقرأ القرآن طوال الوقت ..أنت فقط إدعي لي ..
الأم ترفع يدها وتدعوا : الله يرضى عنك يابنتي ..الله يجعل بكل خطوة لك سلامة.. ويفتح لك أبواب رحمته .
هي : لا أريد أن أتأخر ..في أول يوم عمل ..
وقبلت جبين أمها ويديها ..مودعة ..
بين الطرقات المتربة ..تهيج رياح عاصفية بحرارة الشمس اللاهبة .. تثير حولها غبار ملوث كانت سارحة تفكر حائرة أهي فعلا سعيدة ؟! ..فأخيرا حصلت على الوظيفة .. تفكر متذكرة كلام والدتها الخائفة حسنا إن لم أمت من التفجيرات فسأموت من الجوع .. هكذا أصبح حالنا للأسف إننا نحمل في عقولنا وأرضنا كنز يهدر ..يسرق ..وببساطة يذهب إلى لصوص الوطن..
تسير على أقدامها بصعوبة فالطريق أصبح غير مسفلتٍ بعد أن طحنته الدبابات جيئة وذهابا .. من كان يظن أنني سأفرح للعمل هناك .. وأنا التي كانت متعتها في في المختبرات .. ولها إنتصارات مع الإكتشاف والإختراع ... كل شيء ضاع ..وسُرقت معها الأحلام عندما ضاع الوطن .. كانت تغوص في حديث مع النفس .. ودمعة محبوسة تريد الفرار من جفنيها .. قالوا لي :إرحلي من الوطن ..وستعيشين ملكة .. في قصر كبير ..ستكونين عندنا أغلى من الذهب .. وسيكون لك مخبرك الخاص .. و جواز سفر تطيرين به في كل العالم .. إغراءات ..إغراءات ..ولكن كيف لقلب عاشق .. ومعشوقه الوطن .. أن يرحل ؟!!
تنظر حولها ..لا أطفال يلعبون ..لا بشر في الشوارع ..أين هم ؟! .. تجيب نفسها وألم يكسر الأضلاع يخترق قلبها : من يريد أن يخرج ليفاجأ بوجه أبيض كالموت وعينين زرقاوين باردتين كالصقيع .. من يريد أن يرى تلك الأقدام الوسخة تطأ أرضهم .. تسرق أرواحهم ..تحصدهم حصدا بلا رحمة .. متى ياوطن سينظف أرضك من قذارتهم .. ؟! ومتى سنكتب أنهم كانوا هنا يوما .. فابتلعهم الأرض وصار مقبرة تتقيأهم؟!! ..
تغمض عينيها تحاول منع فرار الدمع بتنهيدة ألم مغروس في صدرها منذ سنوات ..وتبدأ في قراءة آيات من القرآن الكريم
في تلك اللحظة إخترق أذنها صوت والدتها ..تبكي بحرقة : قلت لك ..لا تذهبي .. ياالله .. ياحببيتي ..أترحلين ..أترحلين ببساطة وتتركين والدتك وحيدة ..في هذا الظلام ..؟!!
في مكان آخر ..
أصوات غريبة بلغة غريبة ..
الصوت الأول :ها ..هل ؟
الصوت الثاني : نعم لا تقلق .. رميناها حيث هذه العقول تستحق ..لانريدهم أن يعيشوا ..ولا نريد لهذا البلد أن يكون له هكذا عقول ...
الصوت الأول : الخطأ خطأها قلت لها ..سيكون لك العالم كله .. ولكنها أصرت على الرفض الأحمق .. للأسف خسارتنا الوحيدة أن عقلا كهذا العقل لم نستفد منه .. لا بأس هناك غيرها كثيرون في هذا الأرض .. بمجرد أن نراهم يلمعون كالذهب .. سنحصل عليهم أو سنحصدهم حصدا ..
وبدأ بالضحك ..وشاركوه هم الضحك ..